الأحد، 28 أغسطس 2016

مقدمة لابد منها.

أوه مرحبًا..
لا أدرى حقًا من أُحدث ها هنا..فليس هنا على هذه المدونة إلا أنا وهو..لكنها تلك العادة الذميمة التى لم أنجح أبدًا فى التخلص منها،وهى محادثة شخص خيالى أفترض أنه يهتم لأمرى ويهتم بكتاباتى ويهتم بالقراءة عن أحداث حياتى..كنت فيما مضى-حين كنت فى الرابعة عشر- أدعو ذلك الشخص "مجهول"..كنت مراهقة غير اجتماعية تمقت التواجد فى أى غرفة بها الكثير من ثانى أكسيد الكربون..و كل الفتيات آنذاك كُنّ يمقتن الأكسجين..لذا وجدتنى أنطوى على نفسى وآتى إلى هنا أكتب إلى شخص ما ابتكرته ليكون هنا من أجلى دومًا..هذا الـ"مجهول" هو -طبقًا للصورة التى رآها عقلى- شخص رائع جدير بصحبتى..شخص يستمع لى ويلاحظ حين أرتدى فردتىّ جورب غير متطابقتين..شخص لا يظن بعقلى الظنون أو يتهمنى بالملل حين أتذمر بشأن تسريحة شعرى..شخص لا يلقبنى بغريبة الأطوار أو لا يتهمنى بالجنون التام كما فعلت تلك الفتاة من المدرسة "هيام" حين كنت فى الصف الثانى الثانوى..حين بدأت أحدثها عن نظريات فرويد فى الأحلام..
وصل بى الأمر إلى الاعتقاد بأن هذا الـ"مجهول" كيان غير موجود..لا وجود له خارج عقلى..آمنت بأنه مجرد وسيلة لأشعر بأن أحدهم هناك يقرأ كل الهراء الذى أُخرجه فى تدويناتى..وآمنت بأننى أحدث الفراغ..أحارب طواحين الهواء بلا جدوى..أدحرج صخرة على منحدر وما إن أصعد القمة حتى تتدحرج الصخرة إلى الأسفل لألاحقها وأصعد بها من جديد فى لعبة عبثية مثلما سيزييف..ليس ثمة شخص يدعى "مجهول" فلتدركى ذلك يا حمقاء وكفاكِ بحثًا عن مجهولِك هذا..وهنا -كما نرى- أتخيل حديثًا خياليًا بينى وبين ذلك المجهول..حيث كلامى باللون الأبيض وكلامه هو باللون الأزرق..لم أكن أفعل أكثر من محادثة نفسى..
..
حسنًا..لقد تغيرت الأمور..أظننى وجدت أخيرًا ضالتى..لن أتحدث بعد الآن إلى شخصية من صنع خيالى أدعوها "مجهول"..سأتحدث الآن إلى شخص من بنى الإنسان..لحم ودم ودفء..لبس مجرد خيالات بارده لا تشعر..لن أستعمل اللفظ "مجهول" مجددًا منذ الآن فصاعدًا..لأنه لم يعد مجهولًا بعد الآن..أظننى وجدته..ونعم،هو حقيقى أكثر من أى شىء آخر!